بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحصي نواله ، و لا يفني كماله ، و لا تتناهى نعمه و
أفضاله ، و الصلاة و السلام علي سيدنا رسول الله الذي قال ما معناه :
الحمد لله الذي خلقني من أنوار البهاء ، و رفع قدري في الأرض و السماء ، و
كتب اسمي علي ساق عرشه ، و قرن اسمي باسمه ، و نزه ذكري في عالم قدسه
الإخوة والأخوات الأحباب في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الخطأ التسرع في إصدار الأحكام على الغير ، وكأننا نمتلك حق الإطلاع على سرائرهم ، ناسين أن الله سبحانه وتعالى هو المطلع على نوايا عباده وسرائرهم ، ولا أدل على صدق هذه الحقيقة من قصة سيدنا موسى عليه السلام مع سيدنا الخضر عليه السلام
عندما ظن أنه لا يوجد على وجه البسيطة من هو أكثر منه علماً ، فبعثه الله سبحانه وتعالى إلى الخضر عليه السلام ليلتقي به ، ويكتشف مدى ضعف علمه في ملكوت الله ، وطلب موسى عليه السلام من الخضر أن يصطحبه ليتعلم بعضاً من علمه .
فطلب منه الخضر ألاّ يسأله عن أمرٍ حتى يُحدّثه عنه ، فلما رآه موسى يخرق السفينة لم يستطع السكوت ، فظاهر الأمر أن الخضر أتى شيئاً منكراً ، وإذا رآه يقتل غلاماً لم يتمالك نفسه غضباً ، فلا يوجد منا من يرى في القتل شيئاً طيباً ، ولما وجده يبني جداراً في قرية أساء أناسها لهما ، تعجب واعترض .
فإذا بالخضر عليه السلام يكشف له مدى ضعف علمه ، وأنه خرق السفينة لإنقاذها من ملك يستولى على كل سفينة سليمة ، وقتل الغلام لأنه سيكون شقي يتعس أبويه ، وبني الجدار ليحفظ كنز يتيمين كان أبوهما صالحاً .
وبذلك عرف موسى عليه السلام أن كل ما ظهر له من أفعال تبدو سيئات ومعاصي ، إنما هي عمل طيب وحسنات تمت بأمر الله سبحانه وتعالى .
وبذلك لقننا الله سبحانه وتعالى درساً في عدم التسرع بالحكم على ظاهر الأمور ، فقد يكون الباطن عكس الظاهر ، فهو وحده المُطّلع على الغيب والسرائر .
وصلى الله على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وسلم
والله المُوَفق
والحمد لله ، ختامٌ لا يزال يبدأ ، وبدءٌ لا نهاية له بإذن الله
و أتوجه إلي الله تعالي بضعفي
أن يفرج هم كل مهموم ، و يذهب غم كل مغموم . و يزيل كرب كل مكروب .
و يحفظكم من شر كل ذي شر ، و يبلغكم الآمال